أغرب جزيرة في العالم - تعرف عليها الآن

أغرب جزيرة في العالم جزيرة سوقطرى (سوقطرة) باليمن

هي سقطرى، أو سوقطرة، أو سقطراء، كلها كلمات إعتاد الناس على تداولها حين يتحدوثون عن تلك الجزيرة النادرة، وحين نتحدث عن سقطرى فإن أول ما يأتي إلى أذهاننا هو الثراء الطبيعي الذي تتميز به تلك الجزيرة، وعن إحتفاظها بكل ما حباها الله بها من صفات ومميزات حتى يومنا هذا، فلقد بقيت سوقطرى في منأى عن تلوث البيئة وقد ظلت محتفظة بمياها الصافية ورمالها الناعمة، ونباتاتها وحيواناتها النادرة، حتى أصبح مركزًا للثروة الطبيعية ومحمية طبيعية في حد ذاتها وأضحت من أغرب الجزر في العالم.

موقع جزيرة سقطرى

تقع جزيرة سقطرى بجنوب شرق اليمن بمحافظة حضرموت، وعاصمتها حديبو،تقع أيضًا على مقربة من المحيط الهندي، وتمتد حتى الجانب الشرقي من إفريقيا بالقرب من القرن الإفريقي، وعلى مسافة 350 كم من الجزيرة العربية، وتربط سقطرى بين البرين الإفريقي والعربي، كما تصل مساحة جزيرة سقطرة إلى 3600 كم مربع، ويبلغ عرضها 42 كم مربع، وتتكون سوقطرى من مجموعة من الجزر منها أربع جزر أساسية وهم؛ جزيرة درسه، سمحة، كراعيل، عبد الكوري.

تحتل جزيرة سقطرى مكانة كبيرة بين أغرب الجزر في العالم، وأهم وأكبر الجزر بالمنطقة العربية، لما تتسم به تلك الجزيرة العجيبة من تنوع طبيعي يشمل كل أرجائها من حيوانات ونباتات وطبيعة بيولوجية، ولذلك فقد تم تصنيفها في عام 2000 كمحمية طبيعية، وإحتلت موقعًا هامًا ضمن مواقع التراث العالمي عام 2008.

سكان جزيرة سقطرى

يقطن بالجزيرة عدد قليل من السكان الذين ينتسبون لقبائل المهرة، كما يسكنها بعض الأفارقة القدامي بحكم قرب الجزيرة من القرن الإفريقي، ويبلغ عدد سكانها الآن 150 ألف شخص، ولقد بقي سكان الجزيرة محتفظين بالطابع البدوي الأصيل، حيث يعملون برعي الماشية وصيد الأسماك، وتعد مهنة إستخراج اللؤلؤ هي المهنة الدائمة لسكان المدينة، كما وإعتاد سكان الجزيرة على صناعة منتجات الألبان والسمن والجبن والزبدة، والعطور والبخور، والتي يقومون أيضًا بعملية تصدير هذه المنتجات.

مناخ جزيرة سقطرى

تتميز سوقطرى بمناخ مداري بحكم قربها من خط الإستواء، إلا أن هذا المناخ الحار يلطفه ذلك المناخ البحري بحكم إطلالة الجزيرة على البحر.

معنى إسم جزيرة سقطرى

لعل الجميع يتسائل عن سر هذا الإسم الغريب، إن هذا الإسم قد تم إشتقاقه من كلمة سقطراء، وسكاترا، وقد تم تفسير هذا الإسم وترجمته إلى "أرض السعادة"، وهو ما اصطلح فيما بعد على تسمية اليمن بـه حيث أطلق عليها "اليمن السعيد".

تاريخ جزيرة سقطرى

كان لموقع جزيرة سقطرى ومكانتها التاريخية وثرواتها الطبيعية سببًا في تطلع الدول الأجنبية إلى الإستيلاء عليها حيث ظلت جزيرة سقطرى تحت حكم الدولة المهرية لفترة طويلة حتى طالتها يد الإحتلال البرتغالي عام 1507 م لمدة قصيرة من الزمان، وبالقرن التاسع عشر أصبحت سقطرى محمية بريطانية، ثم عادت جزءًا من اليمن الجنوبي، حتى عادت وحتى يومنا هذا جزءً من اليمن.

كان لجزيرة سقطرى دورًا كبيرًا على مر التاريخ في تنشيط حركة التجارة باليمن نظرًا لوقوعها على الطريق البحري الذي يصل بين اليمن وإفريقيا والجزيرة العربية، فكانت تمر بها الصادرات من بخور وعطور وأقمشة واللبان.

عجائب جزيرة سقطرى

تتمتع جزيرة سقطرة بتنوع طبيعي وبيولوجي كبير ويعد ذلك من أكثر الصفات المميزة لها، وهو الشيء الذي يجعلها في قائمة أغرب 4 جزر بالعالم، ولما لا وهي تحتوي على مجموعات نادرة جدًا من النباتات والحيوانات والأسماك فضلًا عن تضاريسها البيولوجية التي منحتها لها الطبيعة ومازالت تحتفظ بها حتى يومنا هذا.

الغريب بجزيرة سقطرى هو إحتوائها على أنواع كثيرة من الكائنات الحية التي تضم النباتات والحيوانات والأسماك والتي لا توجد بأي مكان آخر على سطح الأرض، ولهذا تم إعلانها كمحمية طبيعية بعام 2000 م، وإعتبرتها صحيفة نيويورك أحد أغرب الأماكن بالعالم.

التنوع النباتي

ينمو في جزيرة سقطرى نحو 825 نوعًا من النباتات ومنهم 300 نوعًا لا توجد بأي مكان بالعالم سوى بجزيرة سوقطرة، ومن أغرب النباتات التي تضمها جزيرة سقطرى:

شجرة دم التنين

هي شجرة دم التنين أو شجرة دم العنقاء كما تسمى أيضًا بشجرة الأخوين، وترجع تسميتها بهذا الإسم إلى الأخوين قابيل وهابيل وألى سقوط أول قطرة من الدماء على سطح الأرض بعد قتل قابيل لأخيه هابيل، حيث تقول بعض الأساطير أن تلك الشجرة قد نمت في موضع قطرة الدم التي سقطت بعد جريمة القتل بتلك البقعة، كما تنتشر بعض الأقاويل التي تقول أن قابيل وهابيل كانوا قد عاشوا بجزيرة سقطرة.

تتميز شجرة دم التنين بشكل يشبه المظلة، كما أن لحائها أحمر اللون، وتدخل في العديد من المنتجات الطبية والعلاجيةومستحضرات التجميل، وتنمو فقط بجزيرة سقطرى وجبال ظفار بعمان.

وردة الصحراء

هي إحدى أنواع الأشجار النادرة بجزيرة سقطرى وتتميز بساقها السميكة والتي تشبه قدم الفيل وتنتهي بأفرع رفيعة تخرج منها الورود المزهرة ذات اللون الأرجواني أو الوردي، وهي ورود قليلة العدد وصغيرة الحجم بالنسبة لحجم وطول الشجرة.

نبات الصبر القسطري

هو إحدى النباتات المميزة لجزيرة سقطرى والتي تمتلك العديد من المزايا الطبية والتجميلية، بسبب فاعليتها العالية في الترطيب لما تحتويه من مادة عصارية لزجة ولذلك يدخل الصبر القسطري في عدد كبير من منتجات العناية بالجسم والشعر ومنتجات التجميل، ويقوم أهل سقطرى بإستخراج الصبر من نبات الصبر القسطري بطرق خاصة وقد إحتفظوا بأسرار تلك المهنة لأنفسهم.

تنوع الطيور

تضم سقطرى 13 نوع من الطيور التي لا تعيش سوى في سقطرى، إلى جانب أكثر من 150 نوع آخر، ومن أهم طيور سقطرى النادرة:

طائر السوادية الإفريقية

هو أحد الطيور المهددة بالإنقراض، ويتميز بريشه الأسود الغزير ويتواجد بين الجبال وبالأخص بجبال مجهر.

الصقر الحوام

يسمى طائر النهيمة، وهو من الطيور الجارحة ذات اللون الرمادي، ويسكن أعلى الجبال والكهوف.

كما تضم طيورًا أخرى كطائر الجشنة، وطائر الزرزور السقطري، وطائر الحسون، وغراب البحر، وطائر عصفور الشوك، وطائر الهازجة، والعوسق، والطائر الخجول وهو المغرد القسطري، والتمير السقطري، وطائر السوعيدة المصري.

الحياة البحرية

تضم سقطرى عددًا هائلًا ومتنوعًا من الكائنات البحرية يشمل 250 نوعًا من الشعب المرجانية، و730 نوعًا من الأسماك التي تعيش بالساحل، وثلثمائة نوع من أسماك السرطان، والروبيان، مما يجعل جزيرة سوقطرة من أهم الجزر التي يعتني أهلها بمهنة الصيد، حيث يعمل سكان السواحل بالصيد ويعتمدون على الأسماك كطعام رئيسي، ويقومون بعملية تصدير الأسماك.

تنوع التضاريس

تتنوع تضاريس سقطرى ومرتفعاتها الطبيعية بين جبال، وكهوف، ومغارات، ووديان، ورؤوس بحرية، فتضم سقطرى نحو 52 كهف، كما تتكون من مجموعة من السلاسل الجبلية التي تمتد بإرتفاع كبير تارة وبإنخفاض تارة أخرى، ومنها جبال حجيرة ذات الإرتفاع الكبير، كما تنحدر الجبال إنحدارًا شديدًا لتمتد حتى سواحل الجزيرة والتي يعيش أغلب سكان سقطرى بهذه السواحل مبتعدين عن أماكن الجبال والكهوف، هذا بالإضافة للسهول برمالها البيضاء الناعمة، والتي تحفها أشجار النخيل، وشواطئها الزرقاء الصافية.

كما تحتوي سقطرى على عدد من المغارات التي تكونت بفعل العوامل الجوية والأمطار التي كونت الأعمدة الكلسية المتدلية من أعلى المغارات ومثيلتها من الأعمدة الكلسية الموجودة بالأسفل والتي تكونت على سطح الأرض كمغارة "دي جب"، وكهف حق، ومغارة "جنيبة شبهن".

السياحة في جزيرة سقطرى

تعد السياحة بجزيرة سقطرى أحد مصادر الدخل القومي المهمة باليمن، حيث يتوافد عليها آلاف السائحين سنويًا خاصة بفصلي الخريف والشتاء لإعتدال مناخها في ذلك الوقت.

تحتوي الجزيرة على عدد من الأماكن السياحية التي يقصدها السياح ومنها شاطىء الشعب ذو المياه الصافية والأسماك النادرة، ووادي عيهفت الأخضر والذي يتميز بالأشجار الكثيرة وبرك المياه والعديد من الحيوانات والطيور المختلفة، كما تضم الجزيرة شاطىء قلنسية المعروف برماله البيضاء ومياهه الزرقاء النقية.

لا تتوقف معالم جزيرة سقطرى عند هذا الحد، فهي تحتوي على الكثير والكثير من الوديان والمراكز البحرية الأخرى، ومنهم وادي دوعهر، وادي دانجهن، وادي عامدهن، وبعض المراكز البحرية كرأس حموهر، ورأس حمري، ورأس مومي، كما تضم عددًا من الشلالات المائية كشلال عيهفت وشلال دنجهن.

كل ما سبق يثبت لنا كيف إستطاعت جزيرة سقطرى أن تسطر إسمها ضمن أغرب الجزر في العالم، قد لا تكون غرابتها في شكلها العجيب أو الخارج عن المألوف، ولكن يكفي تنوعها الحيوي والطبيعي وكائناتها النادرة التي لا تعيش سوى بتلك الجزيرة المحدودة، وكأن هذه الجزيرة كوكبًا منفصلًا عن العالم، وكأنها مكانًا سحريًا يجذب كل الكائنات إليها فلا يعيشون إلا به.